"منذ الأحد الأول لبابويّته، كان من الواضح أن البابا فرانسيس أراد أن يكون تفاعلنا قائمًا على أساس الرحمة: في 17 مارس 2013، وقُبيل التبشير الملائكيّ، كشف للناس الذين كانوا مجتمعين في ساحة القدّيس بطرس أنّه قد قرأ للتّو كتاب والتر كاسبر الذي يتناول موضوع "الرحمة". ثم سارع البابا إلى إضافة: "لكنّني لا أعتقد أنّني بذلك أُروّج لكتاب الكردينال"! كانت نقطة ارتكاز البابا: الرّحمةُ تُغَيِّرُ العالَم".
بهذه الكلمات يبدأ تقديم نصوص الحرِّرين الباحثين الذين شاركوا في مؤتمر "دراسات إسلاميّة ومسيحيّة في الرّحمة" التي صدرت في عدد 22 من سلسلة "دراسات المعهد العربيّة الإسلاميّة". كان قد نظّم هذا المؤتمر المعهد البابويّ للدراسات العربيّة والإسلاميّة في الجامعة الإوربانيّة من 13 وحتّى 15 أكتوبر 2016. شارك فيه لاهوتيّون وأكاديميّون، مسيحيّون ومسلمون، آتون من مناطق مختلفة من العالم، وحضره عدد كبير من المهتمّين من رجال دين وأساتذة وطلّاب. يَجمَع العددُ 22 من السلسلة كلّ المداخلات التي أغنت المؤتمر، ابتداءً بكلمة الافتتاح للكاردينال والتر كاسبر والأستاذ مهنّد خوشيد، إلى الشهادات الثلاث لسيادة المطران مايكل فيتزجيرالد، وعدنان مقراني وكارول كوك عيد. تتبعهم مداخلات باقي الباحثين من مسلمين ومسيحيّين تناوبوا على ست وُرَشِ عملٍ: 1. الرحمة الموحاة؛ 2. دراسات قرآنيّة في الرحمة؛ 3. الأخلاقيّات الاجتماعيّة على أساس الرحمة؛ 4. تصوّف الرحمة؛ 5. الرحمة كمعضلة لاهوتيّة؛ 6. تأثير الرحمة الثقافيّ.
أمّا المداخلة الختاميّة فقد قام بها البروفسور جون بوريلّي، جامعة جورج تاون – واشنطن.